مقدمة الكتاب :
نظرة على المسرح الفرنسي المعاصر
إن تاريخ المسرح الطويل يشهد بأن هذا الفن له مقتضيات خاصة ينفرد بها عن سائر الفنون الأخرى, وأولى هذه المقتضيات هي التأثير أو الفعالية فالمسرح, قبل كل شيء ميدان الكلمة, الكلمة المتحركة, أو الحركة المتكلمة فهو أولا نص مكتوب يتمتع بكل ما يتمتع به أي شيء مكتوب, ولكن هذا النص متحرك, أي أنه ينبض بالحياة أمامنا ويؤثر فينا ويقنعنا ويسيطر علينا, بمقدار ما ينجح في تحقيق عملية التقمص أو التوحيد بين البطل وبين المشاهدين, وعملية التوحيد هذه من الممكن أن تتم بوسائل أخرى غير وسائل الأدب المحض.
إن الأدب المحض ليس إلا إحدى وسيلتين لتحقيق هذا التوحيد أما الوسيلة الأخرى فتتحقق بتأثيرات الوجوه والحركات والإيماءات والاصوات فهي وسيلة تنتمي إلى المجال الذهبي, وإلى المجال المادي في ذات الوقت, تؤديها الافكار كما تؤديها الاجسام وعلى ذلك فهو مجال مركب غير واضح تماماً. وبمقدار ما تعتمد عملية التوحيد على هذا المجال أو ذاك يمكن أن تميز نوعين متباينين من المسرح أو المسرحيات: مسرح الادباء أو الكتاب, وهو المسرح الذي تتحقق المتعة منه عن طريق القراءة, ثم مسرح المسرح, أو بمعنى آخر أوضح, المسرحيات التي تكتب للتمثيل وهي المسرحيات التي جعلت للمشاهدة أكثر مما جعلت للقراءة وترتبط بالعرض المادي أكثر مما تربط بعالم الخيال.
ومما لا شك فيه أن روائع المسرح العالمي المعاصر تندرج تحت مسرح الأدباء, ففي حين كان الأدب والمسرح في آخريات القرن الماضي, يسير أن في طريقين مما يزين أصبحنا اليوم نعيش عصر وثامهما عصر اندماجهما واختلاطهما, فلقد شاهدنا في هذه الثلاثينات عدداً كبيراً من كبار الكتاب والأدباء يخصص للمسرح جانباً من أعماله يختلف حجما وأهمية وترجع عظمة "كوكتو" وجيرودو" إلى أن كلا منهما قد أخرج إلى النور أعمالا تعتبر في ذات الوقت نصوصاً أدبية ممتازة, وأعمالاً مسرحية من الطراز الأول إن عملية المواءمة بين المسرح والأدب تتأكد في مسرحية الآلة الجهنمية (1934) ومسرحية الوالدان الرهيبان (1938) ولاذي يستعرض مسرحيات "جيرود" وابتداء من سيجفريد حتى مجنونة شايو, يدرك أن هذا الفنان قد أعطى للمسرح روحه ولب عبقريته وإذا كان "جيرودو" و "كوكتو" قد فتحا هذا الميدان فإنه ظل يستقبل الكتاب.
أسم الكتاب : سباق الملوك مسرحية
أسم الكاتب : تييري مونييه
عدد الصفحات : 198 صفحة
حجم الكتاب : 2 ميجا بايت
نظرة على المسرح الفرنسي المعاصر
إن تاريخ المسرح الطويل يشهد بأن هذا الفن له مقتضيات خاصة ينفرد بها عن سائر الفنون الأخرى, وأولى هذه المقتضيات هي التأثير أو الفعالية فالمسرح, قبل كل شيء ميدان الكلمة, الكلمة المتحركة, أو الحركة المتكلمة فهو أولا نص مكتوب يتمتع بكل ما يتمتع به أي شيء مكتوب, ولكن هذا النص متحرك, أي أنه ينبض بالحياة أمامنا ويؤثر فينا ويقنعنا ويسيطر علينا, بمقدار ما ينجح في تحقيق عملية التقمص أو التوحيد بين البطل وبين المشاهدين, وعملية التوحيد هذه من الممكن أن تتم بوسائل أخرى غير وسائل الأدب المحض. إن الأدب المحض ليس إلا إحدى وسيلتين لتحقيق هذا التوحيد أما الوسيلة الأخرى فتتحقق بتأثيرات الوجوه والحركات والإيماءات والاصوات فهي وسيلة تنتمي إلى المجال الذهبي, وإلى المجال المادي في ذات الوقت, تؤديها الافكار كما تؤديها الاجسام وعلى ذلك فهو مجال مركب غير واضح تماماً. وبمقدار ما تعتمد عملية التوحيد على هذا المجال أو ذاك يمكن أن تميز نوعين متباينين من المسرح أو المسرحيات: مسرح الادباء أو الكتاب, وهو المسرح الذي تتحقق المتعة منه عن طريق القراءة, ثم مسرح المسرح, أو بمعنى آخر أوضح, المسرحيات التي تكتب للتمثيل وهي المسرحيات التي جعلت للمشاهدة أكثر مما جعلت للقراءة وترتبط بالعرض المادي أكثر مما تربط بعالم الخيال.
ومما لا شك فيه أن روائع المسرح العالمي المعاصر تندرج تحت مسرح الأدباء, ففي حين كان الأدب والمسرح في آخريات القرن الماضي, يسير أن في طريقين مما يزين أصبحنا اليوم نعيش عصر وثامهما عصر اندماجهما واختلاطهما, فلقد شاهدنا في هذه الثلاثينات عدداً كبيراً من كبار الكتاب والأدباء يخصص للمسرح جانباً من أعماله يختلف حجما وأهمية وترجع عظمة "كوكتو" وجيرودو" إلى أن كلا منهما قد أخرج إلى النور أعمالا تعتبر في ذات الوقت نصوصاً أدبية ممتازة, وأعمالاً مسرحية من الطراز الأول إن عملية المواءمة بين المسرح والأدب تتأكد في مسرحية الآلة الجهنمية (1934) ومسرحية الوالدان الرهيبان (1938) ولاذي يستعرض مسرحيات "جيرود" وابتداء من سيجفريد حتى مجنونة شايو, يدرك أن هذا الفنان قد أعطى للمسرح روحه ولب عبقريته وإذا كان "جيرودو" و "كوكتو" قد فتحا هذا الميدان فإنه ظل يستقبل الكتاب.
بيانات الكتاب :
أسم الكتاب : سباق الملوك مسرحية
أسم الكاتب : تييري مونييه
عدد الصفحات : 198 صفحة
حجم الكتاب : 2 ميجا بايت
Comments
Post a Comment