ليلة زفاف لـ توفيق الحكيم

مقتطفات من الرواية :

825انطلقت آخر "زغاريد" ذلك القران الميمون في الساعة الثانية بعد منتصف الليل... و زف "العروسان" إلى حجرتهما بعد أن رشا بالملح من عيون الحساد...
و أغلق عليهما الباب و صارا وحدهما أخيرا... و قد اجتازا نحو تلك اللحظة التي لم تخلق مثل كل اللحظات... تلك اللحظة التي تشع كالؤلؤة البهيجة في تاج الزمان... زمان كل فرد على هذه الأرض...
من الملوك إلى الصعاليك... تلك اللحظة التي بذل فيها ما بذل... و من أجلها احتشد المعارف و الأصدقاء، و احتفل الأهل و الأقرباء، و نصبت الموائد، و قرعت الكؤوس، ولعب الفرح و الأنس بالرؤوس،
و حمى الرقص و ارتفع الغناء، و سبح الحاضرون و عاموا في أويقات من هناء... جاءت تلك اللحظة... قمة السهرة، و قبة الحفلة، و محراب الليلة....لحظة خلوة بين العروسيين...و يالها من لحظة،..
كل زوج و لا شك يذكر حيرته و هو يبحث في رأسه عن أول كلمة يخاطب بها عروسه و قد صارا على انفراد...أيبدأ بكلمة جدية أم كلمة فكهة...أم كلمة عاطفية؟... و كل زوجة تذكر و لا ريب إحساسها و هي تنتظر الكلمة الأولى من فم "عريسها"..
أما عروس الليلة فلم يبد عليها أنها تنتظر شيئا... فما كاد باب حجرة العرس يغلق، حتى تركت "عريسها" و اتجهت إلى منضدة الزينة، و جلست ووضعت رأسها الجميل في كفيها... و رأى "العريس" منها ذلك، فأقبل عليها يقول:
-أمتعبة أنت عزيزتي؟... صخب العرس أزعجك فيما أرى...
فلم تجب...ولم ير العريس وجهها الذي تخفيه بيديها، و لكنه لم يلبث أن رأى قطرة دمع تفر من بين أصابعها، و تسقط على ثوب عرسها الأبيض...فقال يتهدج حنانا:
-أتبكين يا سوقه ؟ ...

بيانات الرواية :




اسم الرواية : ليلة زفاف
المؤلف : توفيق الحكيم
الناشر : دار الادب
عدد الصفحات : 193
 


 




روابط تحميل رواية ليلة زفاف




أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف 
 
قراءة اونلاين



أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات


Comments