الطيبيون لـ ادهم العبودي

مقتطفات من الرواية :
 798
المساء هش ، سرعان ما يتكسر فوق حواف سور معبد " الكرنك " العتيد و هو يلج إلى المدينة الحجرية الناعسة ، يخب و يتعثر ، بينما تبدو قواه تأخد في الوهن أكثر فأكثر كلما أوغل في التسلل داخل حرم المعبد ، يفترش على اسحياء – كأنما يستأذن – بهو الأعمدة الضخمة التي تنصرف نحو السماء في أجلال و إكبار ، تقف في شموخ متأصل و تحدرج كل البيوت الغافية تحتها في اعتزاز و تباه و في صلف ، كأنها تقول : هنا في هذا المكان تقوم الحكايات و لا تندثر ، تمتد بتأثيرها و سطوتها على طول الزمن ، يؤججها الإرث و يبقيها غير منسية و لا منقضية .
هذا المساء ، كانت ريح صبية متدللة قد تسلقت النخل المترامي في جوف المعبد فراح يتمايل متضوعا ، بدا كما لو يدندن في خشوع ، يدنو برؤوسه المحشوة بالبلح الطريّ المترنح – الموشك على السقوط – من قامات الأعمدة و يلاطفها ، يداعبها كأنه يخشاها ، و إن كان يخشى من كبر أو وهن ، فالأعمدة لا تفعل ، تبقى حيثما يبقى الزمن في صيرورة و زهو و بهاء ، و لن تفنى إلا بفنائه ، تبقى سامقة ثابتة لا تعرف الهرم و لا الضعف ، تحتوي كل المدينة بين عيونها التي لم تنم منذ أكثر من سبع آلاف سنة ، كانت بمثابة الحارس المعين أزلا بقدسية الأجداد كمخطوط فوق جبين " الكرنك " . في هذا المساء كان النخل - ككل مساء – يحتمي من الظلمة المراوغة بهالة الأعمدة التي تخترقها في ضرواة و في غير خشية ، وغلالة من رهبة و من تسيد تحف أحجار المعبد و الأجواء .

بيانات الرواية :




اسم الرواية : الطيبيون
المؤلف : ادهم العبودي
الناشر : دار الربيع العربى
عدد الصفحات : 297
 


 





روابط تحميل رواية الطيبيون




أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف 
 
 
قراءة اونلاين



أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات


Comments