باب الحجازي لـ اسلام البنا

مقتطفات من الرواية :

807يتذكر سعيد الرفاعي تلك الليلة جيدا، شتاء قارس، أوائل شهر طوبة سنة 1977، و كما تقول أمه دائما، "طوبة تخلي الصبية كركوبة"... لذا فقد كان سعيد يرقد تحت أكوام من الأغطية البالية اتقاء التحول إلى "كركوب" و هو لم يكمل عقده الثالث بعد.
بدا أن الصراخ يأتيه من جوف بئر سحيق...صوت بعيد لا يميز...
أخذ الصوت يزداد قوة، يعبث بطبلة أذنه. لكن ما أفاقه من غفوته في النهاية كانت قدم أخيه الصغير التي انغرست في بطنه بينما يحاول القفز من السرير الذي يجمع ثلاثة من الإخوة.
صرخ سعيد ألما و غمغم ببعض اللعنات فيما خرج أخوه من الغرفة عدوا، كان الجو يحمل رطوبة الليل و قرصة الشتاء، الظلام يخيم على الغرفة الضيقة فيما يتسلل بصيص ضوء خافت من بين شقوق النافذة الخشبية المهترئة....لازال عقله خاملا بين النوم و اليقظة...لكنه سرعان ما أدرك أن جميع من في الدار يهرولون نحو الصراخ و الجلبة التي بدت واضحة الآن.
عاد أخوه الصغير إلى الغرفة و استل عصا صغيرة فأمسط بيده قبل أن يخرج قائلا
-في إيه؟
خرجت الكلمات ثقيلة من فم سعيد فقال أخوه بين أنفاسه اللاهثة
-حرامية... عايزين يسرقوا الباب
أفلت سعيد ذراعه و ألقى عليه جلبابه الشتوي.
في الخارج كانت طرقات باب الحجازي مظلمة إلا من نور كلوبات بعيدة أضاءها الأهالي ذاهبين بها إلى الباب، برغم الهواء الذي يزأر بين الطرقات المنكمشة متوعدا الخارجين في تلك الساعة المتأخرة.
كلما مر سعيد في طريقه بجمع تبين له جزء جيد من القصة القديمة... عندما وصل إلى الباب، كان الأهالي قد تجمعوا حوله كسرب من الزنابير الغاضبة.... يحتمون من خوفهم بفقد الباب بالتمترس حوله....

بيانات الرواية :





اسم الرواية : باب الحجازي
المؤلف :  اسلام البنا
الناشر :  الرواق للنشر و التوزيع
عدد الصفحات :  177
 


 




روابط تحميل رواية باب الحجازي




أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف
 
 
قراءة اونلاين



أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات


Comments