مقتطفات من الرواية :
عاش كل منا يبحث عن الحقيقة، و في طريقنا وجدنا العديد من الأفكار التي استهوتنا و سكنتنا بما يكفى من قوة بحيث تؤثر على منظومة معتقداتنا.
و مع ذلك، و بمرور الوقت، انتهينا إلى استبعاد الكثير من الحقائق، لأنها لم تتحمل تساؤلاتنا الداخلية، أو لأن "حقيقة جديدة" متناقضة مع تلك الحقائق، كانت تتنافس بداخلنا في الحيز نفسه، أو ببساطة لأن تلك الحقائق لم تعد كذلك.
و عل كل حال، فإن تلك المفاهيم التي اعتبرناها مرجعياتنا لم تعد كذلك، ووجدنا أنفسنا فجأة سائرين على غير هدى. فقد أصبحنا نقود دفة مركبنا، مدركين ما بأيدينا من إمكانات، و لكننا غير قادرين على رسم طريق موثوق فيه.
و بينما أكتب ذلك، تذكرت فجأة حكاية ( الأمير الصغير) للكاتب أنطولن دو سان ــ إكسبيرى:
" في أثناء رحلاته في الكواكب الصغيرة بالمجرة تقابل مع عالم جغرافي كان يدون في سجل كبير الجبال و الأنهار و النجوم.
أراد الأمير الصغير أن يسجل زهرته ــ التي كان قد تركها في كوكبه ــ و لكن العالم قال له:
نحن لا نقوم بتسجيل الأزهار، لأنه لا يمكن تسجيل الأشياء الزئلة. شرح الجغرافي للأمير الصغير أن لفظ زائل يعني أنه مهدد بأن يختفى سريعا.
عندما سمع الأمير الصغير هذا حزن كثيرا، إذ أدرك أن زهرته زائلة..."
و لهذا فأنا من جانب أتساءل: هل توجد الحقائق الصلبة كالصخر و الثابتة كالتضاريس؟ أو أن الحقيقة ستكون فقط مفهوما يحمل بداخله جوهر ما هو عارض وهش من الأزهار؟ و من ناحية أخرى، من منظور مكبر للعالم:
أليست الجبال و الأنهار مهددة هي الأخرى بأن تختفى قريبا؟
فمتى ستحيين "قريبا" بالمقارنة بلفظ "دائما"؟
بيانات الرواية :
اسم الرواية : حكايات للتفكير
المؤلف : خورخي بوكاي
الناشر : المركز القومى للترجمة
عدد الصفحات :
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف قراءة اونلاين
طريقة التحميل
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات
عاش كل منا يبحث عن الحقيقة، و في طريقنا وجدنا العديد من الأفكار التي استهوتنا و سكنتنا بما يكفى من قوة بحيث تؤثر على منظومة معتقداتنا. و مع ذلك، و بمرور الوقت، انتهينا إلى استبعاد الكثير من الحقائق، لأنها لم تتحمل تساؤلاتنا الداخلية، أو لأن "حقيقة جديدة" متناقضة مع تلك الحقائق، كانت تتنافس بداخلنا في الحيز نفسه، أو ببساطة لأن تلك الحقائق لم تعد كذلك.
و عل كل حال، فإن تلك المفاهيم التي اعتبرناها مرجعياتنا لم تعد كذلك، ووجدنا أنفسنا فجأة سائرين على غير هدى. فقد أصبحنا نقود دفة مركبنا، مدركين ما بأيدينا من إمكانات، و لكننا غير قادرين على رسم طريق موثوق فيه.
و بينما أكتب ذلك، تذكرت فجأة حكاية ( الأمير الصغير) للكاتب أنطولن دو سان ــ إكسبيرى:
" في أثناء رحلاته في الكواكب الصغيرة بالمجرة تقابل مع عالم جغرافي كان يدون في سجل كبير الجبال و الأنهار و النجوم.
أراد الأمير الصغير أن يسجل زهرته ــ التي كان قد تركها في كوكبه ــ و لكن العالم قال له:
نحن لا نقوم بتسجيل الأزهار، لأنه لا يمكن تسجيل الأشياء الزئلة. شرح الجغرافي للأمير الصغير أن لفظ زائل يعني أنه مهدد بأن يختفى سريعا.
عندما سمع الأمير الصغير هذا حزن كثيرا، إذ أدرك أن زهرته زائلة..."
و لهذا فأنا من جانب أتساءل: هل توجد الحقائق الصلبة كالصخر و الثابتة كالتضاريس؟ أو أن الحقيقة ستكون فقط مفهوما يحمل بداخله جوهر ما هو عارض وهش من الأزهار؟ و من ناحية أخرى، من منظور مكبر للعالم:
أليست الجبال و الأنهار مهددة هي الأخرى بأن تختفى قريبا؟
فمتى ستحيين "قريبا" بالمقارنة بلفظ "دائما"؟
بيانات الرواية :
اسم الرواية : حكايات للتفكير
المؤلف : خورخي بوكاي
الناشر : المركز القومى للترجمة
عدد الصفحات :
روابط تحميل رواية حكايات للتفكير
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
طريقة التحميل
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات
Comments
Post a Comment