مقتطفات من الرواية :
مع حلول الليل، يمتلئ الطريق الرئيسي في مدينة لزين بأجساد البؤساء الذين لا يجدون مأوى في البرد القارس، فيضعون أكوام النفايات على الأرصفة، و يشعلون فيها النيران، و يتجمعون حولها بحثا عن الدفء، و من حين إلى آخر يخرج بعض الأطفال من هذه التجمعات العشوائية راكضين خلف قادم من بعيد ليجروا أطراف ثوبه يسألونه أن يتصدق عليهم ببعض المال و هم يشيرون إلى أفواههم و يضعون أيديهم على بطونهم في إشارة إلى مدى جوعهم. لم تكن البرودة الشديدة و عصف الرياح و المطر المتواصل لتترك لهم مجالا كثيرا للحديث.
كان طريقا قذرا كعادة الأزقة و الطرقات في المدينة التي كانت تمر بضائقة مالية خائفة، فقد دخلت البرتغال في حروب طويلة مع جارتها إسبانيا، و في حملاتها على الشمال الإفريقي استهلكت مخزونها المالي، فلم تستطع سك عملتها حوادث السلب و النهب، و هجر الناس مزارعهم و قراهم بحثا عن الأمان في المدن التي ازدحمت بهم.
وضع كهذا تكثر الجرائم بكل أنواعها ، فبدأ السكان يتحصين منازلهم ، و اخفاء ثرواتهم ، متفادين السير في الكثير من الطرق و الأحياء بعد حلول الظلام ، و كثرة أعداد الجثث التي يراها الناس صباحا أمام منازلهم أو في الطرقات و قد سلبت و عريت من ملابسهم جعلتهم لا يأمنون على أنفسهم و لا على أملاكهم مهما قلّت قيمتها . لقد ألفوا المنظر المتكرر ، و لم يغرق الناس كثيرا بين جثث القتلى و أكوام النفايات، ففي كل منها كا يمكن أن يسلب ، فشارك الشرفاء الذين ذاقوا مرارة الفقر مؤخرا اللصوص في البحث عن أي شئ ذي قيمة ، فانعدمت الثقة بين الناس ،
بيانات الرواية :
اسم الراية : الشراع المقدس
المؤلف : عبدالعزيز آل محمود
الناشر :
عدد الصفحات :
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف قراءة اونلاين
طريقة التحميل
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات
كان طريقا قذرا كعادة الأزقة و الطرقات في المدينة التي كانت تمر بضائقة مالية خائفة، فقد دخلت البرتغال في حروب طويلة مع جارتها إسبانيا، و في حملاتها على الشمال الإفريقي استهلكت مخزونها المالي، فلم تستطع سك عملتها حوادث السلب و النهب، و هجر الناس مزارعهم و قراهم بحثا عن الأمان في المدن التي ازدحمت بهم.
وضع كهذا تكثر الجرائم بكل أنواعها ، فبدأ السكان يتحصين منازلهم ، و اخفاء ثرواتهم ، متفادين السير في الكثير من الطرق و الأحياء بعد حلول الظلام ، و كثرة أعداد الجثث التي يراها الناس صباحا أمام منازلهم أو في الطرقات و قد سلبت و عريت من ملابسهم جعلتهم لا يأمنون على أنفسهم و لا على أملاكهم مهما قلّت قيمتها . لقد ألفوا المنظر المتكرر ، و لم يغرق الناس كثيرا بين جثث القتلى و أكوام النفايات، ففي كل منها كا يمكن أن يسلب ، فشارك الشرفاء الذين ذاقوا مرارة الفقر مؤخرا اللصوص في البحث عن أي شئ ذي قيمة ، فانعدمت الثقة بين الناس ،
بيانات الرواية :
اسم الراية : الشراع المقدس
المؤلف : عبدالعزيز آل محمود
الناشر :
عدد الصفحات :
روابط تحميل رواية الشراع المقدس
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
طريقة التحميل
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات
Comments
Post a Comment