الجدار لـ جان يول سارتر

مقتطفات من الرواية :
783دفعونا إلى داخل قاعة كبيرة بيضاء، فتراقصت عيناي لأن النور كان يؤذيها. رأيت، من ثم ، طاولة وراءها أربعة أشخاص من المدنيين، كانوا يتصفحون الأوراق. و حشدوا السجناء الاخر في القعر و كان علينا أن نعبر الحجرة حتى آخرها لنلتحق بهم. كنت أعرف العديدين منهم أما الآخرون فغرباء. رو الاثنان اللذان يواجهانني كانا أشقري اللون على جمجمتين مستديرتين. إنهما يتشابهان: فهما فرنسيان على ما اتصور. كان أصغرهما بنهض سرواله طيلة الوقت. كما كان عصبي المزاج.
استمر هذا الحال ثلاث ساعات، كنت مخبولا و كان رأسي فارغا لكن الغرفة مدفأة و كنت أجد هذا شيقا: منذ ثمان و أربعين ساعة لا زلنا نرتجف. كان الحراس يقتادون السجناء الواحد تلو الآخر أمام الطاولة. و عندها يسألهم الأشخاص الأربعة عن اسمهم و مهنتهم. و لم يذهبوا أكثر من ذلك.
معظم الوقت ــ أو انهم كانوا يطرحون سؤالا من هنا و هناك: " هل اشتركت في تدمير الذخيرة؟" أو بالأحرى " أين كنت صبيحة يوم 9 و ما كنت تفعله؟" لم يكونوا ليصغوا للأجوبة أو أن ذلك لم يبد عليهم على الأقل : كانوا يسكتون برهة و يتطلعون أمامهم ثم يأخون بالكتابة. سألوا توم إذا كان قد خدم حقا في الفرقة الدولية:لم يكن توم ليستطيع قول العكس بسبب الأوراق التي وجدت في سترته و لم يسألوا جوان شيئ، فبعد أن ذكر اسمه، استمروا بالكتابة طويلا.
قال جوان :" إن أخي جوزي هو الفوضوي و أنتم تعرفون جيدا.
انه ليس هنا. أنا لا أنتمي لأي حزب، و لم اعمل بالسياسة أبدا".
لم يجيبوا. فأضاف جوان :
"أنا لم أعمل شيئا. لا أريد أن أدفع الثمن عن الآخرين".

بيانات الرواية :



اسم الرواية : الجدار
المؤلف : يول سارتر
الناشر : دار مكتبة الحياة ببيروت
عدد الصفحات : 240
 


 




روابط تحميل رواية الجدار




أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف 
 
 
قراءة اونلاين



أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات


Comments