مقتطفات من الرواية :
يجب على الناس ألاّ يتركوا المرايا معلقة في غرفهم أبدا، إلا بقدر ما يتركون دفتر شيكات مفتوحا أو خطابات اعتراف بجريمة بشعة. ليس بوسع المرء أن يقاوم النظر، في تلك الظهيرة الصيفية،
إلى المرآة الطويلة تلك، المعلقة خارج القاعة. وحدها المصادفة قد رتّبت الأمر على هذا النحو. من أعماق الأريكة في قاعة الإستقبال، كان بوسع المرء أن يرى الصور المنعكسة في المرآة الإيطالية،
ليس و حسب الطاولة الرخامية التي آمامه، بل يرى كذلك امتداد الحديقة في الخلف. بوسع المرء أن يرى ممرا طويلا من العش يؤدى إلى صفوف من الزهور العالية، إلى أن تتكسر زوايا الانعكاس، ثم يقطع الصورة إطار المرآة المذهب.
كان المنزل خاويا، و بشعر المرء، بما أن المرء هو الشخص الوحيد في قاعة الاستقبال، بأنه أحد علماء الطبيعة يرقب، و هو مغطى بالعشب و أوراق الشجر لكي يخفي نفسه، يرقد ليرقب الحيوانات الخجلّى—الغرير ، ثعلب البحر، طائر الرفراف.
و هي تتحرك بحرية هنا و هناك. في تلك الظهيرة كانت القاعة زاخرة بتلك الحيوانات الخجول، بالأضواء و الظلال، بالستائر التي يعصف بها النسيم، بأوراق التويجات المتساقطة—بأشياء أبدا لم تحدث،
لكنها تبدو لعين المرء، إذا ما نظر المرء. الغرفة الريفية العتيقة الساكنة بسجاجيدها و قطع أحجار مدفئتها، بصناديق كتبها المغمورة، و خزائنها المطلية بالطلاء المذهب، كانت تعج بتلك الكائنات الليلية.
تأتي و هي تدور على أطراف أصابعها كأنها ترقص الباليه فوق أرضية الغرفة، تخطو برهافة على قدم مرفوعة بأذيال ممدودة و مناقير ثاقبة متوارية كأنما هي طيور الكركي أو كأنها أسراب من الفلامنجو الرشيقة لونها الوردي راخ يخبو، أو كأنها طواويس بطونها موشأة بالفضة.
بيانات الرواية :
اسم الراية : اثر على الحائط
المؤلف : فرجينيا وولف
الناشر : المركز القومى للترجمة
عدد الصفحات : فرجينيا وولف
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف قراءة اونلاين
إلى المرآة الطويلة تلك، المعلقة خارج القاعة. وحدها المصادفة قد رتّبت الأمر على هذا النحو. من أعماق الأريكة في قاعة الإستقبال، كان بوسع المرء أن يرى الصور المنعكسة في المرآة الإيطالية،
ليس و حسب الطاولة الرخامية التي آمامه، بل يرى كذلك امتداد الحديقة في الخلف. بوسع المرء أن يرى ممرا طويلا من العش يؤدى إلى صفوف من الزهور العالية، إلى أن تتكسر زوايا الانعكاس، ثم يقطع الصورة إطار المرآة المذهب.
كان المنزل خاويا، و بشعر المرء، بما أن المرء هو الشخص الوحيد في قاعة الاستقبال، بأنه أحد علماء الطبيعة يرقب، و هو مغطى بالعشب و أوراق الشجر لكي يخفي نفسه، يرقد ليرقب الحيوانات الخجلّى—الغرير ، ثعلب البحر، طائر الرفراف.
و هي تتحرك بحرية هنا و هناك. في تلك الظهيرة كانت القاعة زاخرة بتلك الحيوانات الخجول، بالأضواء و الظلال، بالستائر التي يعصف بها النسيم، بأوراق التويجات المتساقطة—بأشياء أبدا لم تحدث،
لكنها تبدو لعين المرء، إذا ما نظر المرء. الغرفة الريفية العتيقة الساكنة بسجاجيدها و قطع أحجار مدفئتها، بصناديق كتبها المغمورة، و خزائنها المطلية بالطلاء المذهب، كانت تعج بتلك الكائنات الليلية.
تأتي و هي تدور على أطراف أصابعها كأنها ترقص الباليه فوق أرضية الغرفة، تخطو برهافة على قدم مرفوعة بأذيال ممدودة و مناقير ثاقبة متوارية كأنما هي طيور الكركي أو كأنها أسراب من الفلامنجو الرشيقة لونها الوردي راخ يخبو، أو كأنها طواويس بطونها موشأة بالفضة.
بيانات الرواية :
اسم الراية : اثر على الحائط
المؤلف : فرجينيا وولف
الناشر : المركز القومى للترجمة
عدد الصفحات : فرجينيا وولف
Comments
Post a Comment