مقتطفات من الرواية :
الفصل الأول 
كان سعيد حزوم يستلقي علي الرمل الحار مستسلماً بكل جوارحه إلي دفئه الذي ينعش قواه. كان يفتح عينيه ويغمضهما, ويشد بجسمه علي الرمل كما لو أنه يود أن يغوص فيه. وقد قال في نفسه "وداعا أيها البحر". قال أيضا: " علي أن أودعه كبحار. لقد انتهي كل شئ ألان. لم يعد الماء ملعبي ومملكي . كابرت كثيرا,ورفضت تقبل هذه الحقيقة وأصررت علي إنني لن اهرم وسأظل ذلك البحار الذي كنته ,لكن الأعوام, الأعوام الطويلة أوهنت قواي, وصار علي منذ الآن, أن أقف علي الشاطئ وأخوض في الماء بمقدار سأسبح كما يفعل الآخرون وقد اذهب في العمق قليلاً, لكنني لن أكون فارس البحر بعد اليوم. لقد ترجل الفارس وظلت الفرس شموساً. ظلت أرنة, فتية, بطرة , قادرة علي أن تعدو مارقة في الفضاء خطفاً كأن قوائمها لا تلامس الأرض . لقد تعب البحار ولم يتعب البحر, وهاهو كعهدي به يترقرق بموجه علي الشاطئ, وديعاً, رفيقاً, حيياً, مختزناً قواه للشتاء , آن العواصف ثورة مدمرة تكتسح الحواجز, وتحطم المراكب , وتهزأ بالبحارة . وبانتظار ذلك يحيا البحر قانونه, ويجدد شبابه... البحر يجدد شبابه, والبحار يمضي إلي الشيخوخة.. آه , لماذا البحر يجدد شبابه والبحار يمضي إلي الشيخوخة؟"
انقلب سعيد علي ظهره وحدق في السماء, عالية هي السماء. شمس ساطعة في فضاء
لا متناه .
بيانات الرواية :
اسم الرواية : حكاية بحار
اسم المؤلف : حنا مينة
الناشر : دار الآدب
عدد الصفحات : 357 صفحة
حجم الرواية : 7 ميجابايت
روابط تحميل رواية حكاية بحار
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف قراءة اونلاين
طريقة التحميل
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب و الروايات
Comments
Post a Comment