مقتطفات من الرواية :
قال عمر ذلك، وهو يقف امام رشيد بري.
ولم يكن عمر وحيداً. فان شبكة من الايدي قد امتدت تلح كل منها في طلب نصيبها من الصدقة. فاقتطع رشيد لقمة صغيرة من الخبز، فوضعها في اقرب راحة اليه.
انا...انا
أنا ما أعطيتني...
حليم أخذ كل شئ
...أنا ما أخذت شيئاً.
فما كان من الصبي، وقد انصب عليه التحرش من كل صوب، إلا ان اسرع يهرب فركض وراءه السرب كله يعوي وينبح. اما عمر فقد ترك الملاحقة لانه قدر انها ان تجدي
ومضي الي مكان آخر. كان هناك صيبة آخرون يقضمون خبزهم. فطوف بينهم مراوغاً خلال مدة طويلة، ثم انقض علي وحمتهم بوثبة واحدة. فانتزع رغيف صبي قصير منهم واسرع يختفي في وسط المدرسة حيث ابتلعته زوبعه اللعب والصراخ. ولم يسع الصبي القصير الذي كان ضحية هذا الاغتصاب الا ان اخذ يزعق في مكانه لا يبارحه.
كان ثمة تلاميذ يبلصهم عمر في كل يوم: يطالبهم بنصيبه فان لم يطيعوا امره فوراً، كان جزاؤهم الضرب في كثير من الأحيان. أما إذا أطاعوا فإنهم يشطرون طعامهم شطرين،
ويقدمون له الشطرين كليهما ليختار احدهما علي ما يحلو له.
وهب احدهم اختفي خلال فترة برمتها من فترات الاستراحة بين الدروس فانه لا يعند كثيراً في اختفائه بل يمضي يرقب عمر عند الخروج من المدرسة أو في فترة أخري من فترات الاستراحة بين الدروس.
بيانات الرواية :
أسم الرواية : ثلاثية محمد الديب
أسم المؤلف : محمد الديب
أسم الناشر : دار الوحدة للطباعة و النشر
عدد الصفحات : 400 صفحة
حجم الرواية : 10 ميحا بايت
Comments
Post a Comment