مقتطفات من الرواية :
- زينب..زينب..
- فيديو..فيديو..فيديو..فيديو
كنا مصرتين علي الالحاح رغم اعراض زينب الطويل، فكانت هذه الكلمات المتوجة بالفتنة والغرابة تتسابق الي الهروب من شفاهنا الغضة في ايقاع منتظم زاخر بالتصميم. الصوت الاول وهو صوتي- لبث دوماً هو الاقوي، أما نبرات اختي كريمة فقد كانت رغم عجزها عن ملاحقتي هي الاشد تنكيلاً بصبر مربيتنا زينب. كان صوتها المترع بالدلال- كأي شئ في هذا البيت- يبدو أقرب الي الاستغاثة منه الي الصراخ ولكن ماذا نفعل؟ ان زينب أيضاً تبدو دائماً وكأنها قدت من عناد الصخر...
انعم بالحياة حين تتجلي من منظار طفلة لم تتجاوز السنوات السبع، يكون الافتتان بالاشياء حينئذ انتماء للحياة وبناء لها. ويكون اختزال الزمن في الافراح شيمة العمر. في ذلك الزمن الابيض لم يكن غريابً ان يظل صخبنا يتردد بايقاعه المنتظم بلا هوادة وبنشاط اقوي من اهتزاز اجسامنا المترعة بالنعيم ذلك الطفل البليد لم يكن يشاركنا ضجتنا الصاخبة كان يجلس صامتا منعزلاً تغلفه هالة من التوق الي شئ ما، كان ذلك واضحاً في عينيه. علي الاقل بالنسبة الي انا: انا التي جئت الي هذه الدنيا لاجده في انتظاري، طفلاً صامتاً يعيش الشرود في عينيه، كأنهما ساحل مهجور في مكان قصي من هذه الارض. وهكذا كان يثير في نفسي وبحالته تلك احساسين متناقضين: إحساس بالحنق الساذج يشعل الصمت واللامبالاة واحساس حزين يشعل الشرود.
بيانات الرواية :
أسم الرواية : العائدة
أسم المؤلف : سلام احمد أدريسو
أسم الناشر : دار العبيكان
عدد الصفحات : 270 صفحة
حجم الرواية : 3 ميحا بايت
Comments
Post a Comment