مقتطفات من الرواية :
اشرقت الشمس منذ كده طويله . اما هذه البلده الشبيهه بالقريه الكبيره، المستلقيه على سفوح جبال كاوور، فيصل الصباح اليها متاخرا جدا عن وصوله الى بقيه البلدات والقرى فى السهل . وهذه البلده رغم قرميد اسطحه منازلها الاحمر، وماذن جوامعها ، وضجيج الشاحنات الصغيره المتنقله بين البلدات والقرى المجاوره، فى كل ساعه من ساعات اليوم، ورغم اصوات ميكروفونات دارى السينما المرتفعه خاصه فى ليالى الصيف. كانت اشبه بقريه كبيره ، والشمس المشرقه خلف الجبال الشاهقه تطل عليهما بوجهها المنير بعد ساعات على الاقل من شروقها.
كانت جبال كاوور كانها تحتضن هذه البلده.
وكانت اشجار غاباتها بجذوعها الضخمه التى لم تمتد اليها فاس، تتعالى سامقه ، وحين يلتهب السهل بحراره الصيف الصفراء ، تنعم البلده ببروده رطبه وفى الشتاء تصد هذه الاشجار الضخمه المتطاوله الى عنان السماء، العواصف وترد الصقيع الحاد كالسكين عن البده . كانت الغابه تحمى اهالى البلده من تقلبات الطقس القاسيه.
هبت هاجر مذعوره من فراشها الممدد على الارض فى بيتها المكون من غرفتين محاطتين بجدران من الصقيع المهترىء،كانت تتصبب عرقا، وقد افاقت من خدرها اللذيذ على اوات قطيع الابقار والجواسيس التى ما زالت تتزاحم وتتدافع وتخور.
حقا ما اجمل ذلك الحلم الذى حلمته ولم تشبع منه!
تنهدت . وتوقفت نظراتها الزائغه على ستاره الغرفه البيضاء، مازال الحلم الذى راته قبل قليل يداعب مخيلتها...
بيانات الرواية :
أسم الرواية : الهارب
أسم المؤلف : أورهان كمال
عدد الصفحات : 263 صفحة
حجم الرواية : 2 ميحا بايت
Comments
Post a Comment