مقتطفات من الرواية :
اخضع صاحب الخطو نفسه- عبر سنين طوال- لاصول الانصياع والانضباط والطاعة فخلت مشيته وايقاع خطوته من نازع يعلن عن صاحبها او يؤكد بفخر او ثقة.
تنازل – في خفوت متصالح – عن شبه لكبرياء، يمكن ان يغافله ويعتريه فيستدعي قدرة الردع الصاعق، عند أي من الناهين الآمرين المتحكمين في الآجال.
خطوه الوجل، عكس غياب المؤازرة الوهمية، التي لم يعرضها علي كل حال – أي طريد من سفاه الرأي، الحت عليه فكرة خرقاء، بأن يكون شيئاً في عالم السادة، وأن يحتلب شفطة...نقطة من دنياهم، التي بدت كضرع عنز انهكه طول الحليب.
منح خلاء صباح الخميس الباكر، صوت ارتطام كعب حذاء سند علي الارض فرصة، كيما يرتد صداه مجيباً النداء ويصنع الاثنان – معاً بحوارهما الهامس قدراً من الونس يبدد بعض الوحشة الكئيبة التي اثارها منظر العيون الزائغة لصبية ركنوا ظهورهم علي جذع احدي شجرات الشارع واندمجوا يشمون الكلة في علبة مياة غازية فارغة، يتناوبونها بينهم، فيما علت أنوفهم بقع سوداء قذرة، وتطلعوا- في بلاهة فزعة- إلي اشعة الشمس، وقد انكسرت علي الواجهات الزجاجية لبعض المحلات، قبل ان تغمر كل الشوارع والابنية في اكتساح فياض.
حمار عربة قمامة يشرع في الحركة مطلقاً نهيقاً مدوياً بدا كاصوات الابواق التي تستبق تقدم الجيوش.
بيانات الرواية :
أسم الرواية : الدم والعصافير
أسم المؤلف : عمرو عبد السميع
أسم الناشر : الهئية المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات : 329 صفحة
حجم الرواية : 8 ميحا بايت
Comments
Post a Comment