مقتطفات من الرواية :
لكي يختار المرء سكني هذه الجزيرة لابد أن يكون لديه ما يخفيه فأنا واثقة من أن العجوز يخفي سراً. لا أدري ماهو، لكن تصرفاته الحذرة المتحوطة تؤكد لي أنه أمر خطير.
تغادر سفينة صغيرة ميناء "نو" مرة في اليوم قاصدة مورت فرونتير حيث يترقب رجال العجوز علي الرصيف الميناء لتفتيش المؤن والبريد. المسكينة جاكلين هي التي روت لي كل ذلك بسخط متكتم . إذ ما الداعي للاشتباه بها هي المنصرفة إلي خدمة العجوز منذ ثلاثين سنة ؟ آو لو أعرف.
ركبت هذه السفينة مرة واحدة قبل خمس سنوات. في رحلة ذهاب ، ويساورني الشك أحياناً بانه ما من رحلة عودة علي الاطلاق.
عندما أهمس لنفسي أناديه بالعجوز دوماً وهذا ليس عدلاً، فالشيخوخة أبعد من أن تكون ميزة عمير لونكور الرئيسة فالقبطان من أكثر الرجال الذين صادفتهم كرماً. أدين له بكل شئ بدءاً ببقائي علي قيد الحياة. ورغم ذلك عندما يتكلم صوتي الحميم والحر في داخلي أسميه " العجوز".
ثمة سؤال غالباً ما يراودني دون التوصل إلي إجابة عنه، ألم يكن من الأفضل أن أموت قبل خمس سنوات في ذلك الانفجار الذي وهني؟ أحيانا لا استطيع أن امنع نفسي من قول ذلك للعجوز: " لماذا لم تدعني أموت أيها القبطان؟
لماذا أنقذتني؟" وفي كل مرة يغضب مني:
- عندما نجد الفرصة لتفادي الموت فمن الواجب أن نعيش!
- لماذا؟
- من أجل الاحياء الذين كانوا يحبونك.
- الذين كانوا يحبونني قضوا في الانفجار.
- وانا؟ أنا احببتك كأب منذ اليوم الأول. أنت ابنتي منذ خمس سنوات.
لم أجد جواباً لحيرتي هناك صوت داخل راسي يصرخ:" إذا كنت أبي فكيف تجرؤ علي مضاجعتي؟ ثم إن سنك تؤهلك لأن تكون جدي أكثر من أن تكون أبي".
لن أجرؤ علي ان اقول له شيئا كهذا أبدا. اشعر بانني ممزقة إلي نصفين اتجاهه: هناك جزء يحب ويحترم ويعجب بالقبطان، وجزء خفي يشمئز من العجوز، وغير قادر علي التعبير عن نفسه علانية.
البارحة كان عيد ميلاده. لا أعتقد أن شخصا كان في مثل سعادته عند بلوغه السابعه والسبعين.
قال : " سنه 1923 سنة مميزة الأول من مارس أبلغ 77 سنة وفي 31 مارس تبلغين 23 سنة شهر مارس 1923 عجيب إذ يجعلنا معاً نكمل قرناً".
هذه المئوية المشتركة التي تبهجه هي في الأغلب باعث كدري. وتصديقاً لمخاوفي، جاء البارحة ليشاركني الفراش: تلك طريقته للاحتفال بعيد ميلاده ، أتمني أن يبلغ مئة عام، ولا اتمني أن يموت بل أن يصبح غير قادر علي النوم معي.
ما يفقدني عقلي هو أنه يحس بالإثارة نحوي. أي وحش هذا الذي يشتهي فتاة ذات وجه يفتقد كل ماهو بشري؟
بيانات الرواية :
اسم الرواية : كتاب الرمل
اسم المؤلف : خرورخي لويس
الناشر : دار الأزمنة للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 92 صفحة
حجم الرواية : 16 ميجابايت
روابط تحميل رواية كتاب الرمل
أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين

Comments
Post a Comment