مقتطفات من الرواية :
سنحتفل معا؟ هي ليست اكثر من نافذة.
وحياتك نافذة صغيرة تكفي. افتحها وقف امامها ستري العالم كله يخرج اليك، سيندلق امامك. ويمتد من البحر الي البحر ومن القاع الي القاع. سنري هناك بعيدا في اخر محرق الرؤيا نقطة سوداء.تتحول... تصير حمراء. تصير وهاجة. تحترق. وعندما تحاول تلمسها سيفيض علي وجهك الرماد. أتكون النقطة انت؟ ام انا؟
لا تشغل بالك في هذه الامور.نقرة صغيرة علي نافذة الدماغ ويمر الزمان كخيط يمر؟ كرمل ينسرب من الاصابع. مضطرة انا ان اقول لك بعض العبارات المكرورة، لاشد علي بعض المعاني، ولاحفرها اكثر نحو العمق. اجل، يمر الزمان كخيط، ولكن احياناً اشكك بكل هذه المقولات. قد يمر بشكل كروي. أو بشكل متعرج. وبدلاً من ان نسير الي الامام نعود الي الوراء. أو نلتف التفافات كثيرة ندعي معها أننا نسير الي الامام. نحن نغير نقاط الارتكاز فهل نتغير؟. انظر نحن نلتف، ننكسر، نتعرج. نبدا ولا نصل مع ذلك نلتقي.
في الحقل كنا. اخوتي وانا وعدد من العمال" قلت لهم: هذا أبي عالم ينفتح كشرنقة. عالم ميت ينفتح. تري الحياة متجسدة بحركة واحدة. هذا أبي الذي يمر هنا. ركضت خلفه. ناديته. أبي. يا أبي. أريد تفاحة من السوق. اجلب لي تفاحة. التفت الي الرجل باندهاش ثم اوقف حمارته وانتظرني الي ان اصل. اخي الكبير وصل أولاً. حملني بين يديه ككيس خيش صغير وقال: عيب هذا ليس اباك. هذا أبي هذا أبي.
بيانات الرواية :
أسم الرواية : النعنع البري
أسم المؤلف : أنيسة عبود
عدد الصفحات : 445 صفحة
حجم الرواية : 7 ميحا بايت
Comments
Post a Comment