يوميات نص الليل لـ مصطفى محمود

مقتطفات من الرواية :


الطفل العميق
885حينما كنا اطفالا كانت الدنيا تبدو في عيوننا متحفاً رائعاً مليئاً باشياء مريبة مذهلة مدهشة.. وكنا لا نكف عن الدهشة كلما وقعت عيوننا علي شئ ولا نكف عن السؤال ولا نكف عن الفضول..ولاتشبعنا إجابة..اذا قالوا لنا هذه شجرة.. عدنا نسال بكل براءة وما الشجرة فيقولون لنا..نبات اخضر.. وماالنبات الاخضر..نبات له جذر وفروع واوراق ..وما الجذر ومالفروع وماالاوراق..مثل الارجل والسيقان..وماالارجل والسيقان.. قوائم مثل قوائم الكرسي.. وما الكرسي..آلاف الاسئلة.. ولا نهاية.. ولا شبع. ولا جواب يشفي غليل العقل المتطلع الي الحقيقة ولا كلمة تحمل لنا مدلولا.. كلها كلمات فارغة بلا معني..
ونحن حينما نتذكر هذه الاسئلة الان وبعد ان كبرنا يخيل الينا انها كانت الحاحا تافهاً.. ولحاجة سمجة..
نرتد فيها اي طفولتنا وبراءتنا ونشاهد الحياة في بكارتها ونظافتها وعذريتها من قبل ان تدنسها الكلمات.
لحظات الصحو والانتباه والرؤي الطاهرة التي تقفز بنا عبر اسوار المالوف والمعتاد وتكشف لنا وجوها اخري من وجوه الحقيقة..
وهذا هو ماقصده النبي ايوب حينما قال كلمته المعروفة في التوراة وقد بلغ به العذاب والصبر مداه.. فقال مخاطبا ربه:
الان تستطيع عيني ان تراك..
من ذروة العذاب والالم راي ايوب الحقيقة في لحظة من هذه اللحظات الملهمة.. راي قدسية الحياة برغم الشقاء وبرغم الالم.. وشعر بهذه القدسيه في نفسه.. في اصراره وصموده وصبره وصراعه مع المستحيل الذي بلغ الذروة.

بيانات الرواية :





اسم الرواية : يوميات نص الليل
اسم المؤلف : مصطفى محمود
الناشر : دار أخبار اليوم
عدد الصفحات : 56 صفحة
حجم الرواية : 5 ميجابايت

 




روابط تحميل رواية يوميات نص الليل




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين


Comments