مقتطفات من الرواية :
في يوم 16 أبريل 1989، استيقظت قبل الآخرين. خططت لقطف بعض براعم النرجس البري التي تنمو بمحاذاة الجدار الجنوبي لمستعمرة الجذام. أردتها أن تزهر في غرفتي، لذا هبطت السلالم من الطابق الثاني ومهي علبة صفيح ممتلئة بالماء، في الليلة الماضية كانت العلبة ممتلئة بحلقات الأناناس التي استمتعت بها مع روبرت، وكالعادة تفلت علب الأناناس بانتظام من انتباه مسئولي الجمارك والقرويين الرومانيين الجوعي الذين يسلبون قيمة أي مواد غذائية عندما تأتي حزم المساعدة من الصليب الأحمر الدولي. وتتبقي فقط علب تلك الفاكهة الاستوائية في قعر صناديق المساعدات بسبب بعض الخرافات المتعلقة بالاغذية مثل " القهوة من جنوب أفريقيا مشعة" أو "التفاح النيوزيلندي ملون اصطناعياً". وبينما كنت أتامل في منحدرات الجبال الثلجية البعيدة شعرت بالسعادة وأنا أتخيل أيادي الفتيات الكاربيبات، التي كانت منذ بضعة أشهر تداعب الجلد الخشن للفاكهة التي نستمتع بقلبها الان. وبينما نبتلع الاناناس نلعق في خيالنا راحات تلك الايدي الرقيقة ولست خجلاً من القول انني كثيرا ما انتهيت بانتصاب طفيف.
تخترق خيوط الفجر الاولي برقة سحلة الطويلة المنبعثة من مصنع الاسمدة من الافضل قطف النرجس قبل شروق الشمس: بهذه الطريقة تقبض عليها وهي نائمة مغلقة البتلات وتستطيع تحويلها الي مكان سرير مختلف. الماء البارد يحافظ علي نضارتها لعدة اسابيع وتتفتح كل صباح. قطفتهم بكسر سيقانهم اعلي سطح الارض بسنتيمتر واحد، منتبها الا أتلف الجذر الكبيرالذي يأوي العديد من الزهور الصفراء لسنوات قادمة من اجل المقابر التي ستضم رفات اصدقائي المجذومين.
بيانات الرواية :
أسم الرواية : المبعدون
أسم المؤلف : أوجنين سباهيتش
أسم الناشر : العربى للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 246 صفحة
حجم الرواية : 4 ميحا بايت
Comments
Post a Comment