الانمساخ قصة لـ فرانز كافكا

مقدمة الكتاب :

1078حين أفاق غريغور سامسا ذات صباح من أحلام مزعجة, وجد نفسه وقد تحول في فراشة إلى حشرة ضخمة, كان مستلقيا على ظهره الصلب الذي بدا وكأنه مصفح بالحديد وحين رفع أسه بعض الشيء استطاع أن يرى بطنه الاسمر الشبيه بالقبة مقسما إلى فلقات قاسية كان من المتعذر على اللحاف, أو يكاد أن يظل في مكانه فوقها, فهو على وشك أن ينزلق انزلاقاً كاملاً. أما أرجله المتعددة, التي كانت هزيلة إلى حد يثير الرثاء قياساً إلى سائر بدنه, فقد راحت تتماوج في عجز أمام ناظريه.


وفكر قائلاً في ذات نفسه: "ما الذي أصبني؟" لم يكن ذلك حلماً. إن غرفته, وهي حجرة نوم بشرية نظامية, وإن تكن صغيرة أكثر مما ينبغي, لتقع تماماً داخل الجدران الأربعة المألوفة. وفوق الطاولة, حيث انتشرت مجموعة من عينات الجوخ أخرجت من صررها – كان سامسا مندوباً تجارياً متجولاً – تدلت الصورة التي كان قد اقتطعها, منذ وقت قريب, من إحدى المجلات المصورة ووضعها في إطار مذهب جميل, كانت تلك الصورة تمثل سيدة ترتدي قبعة من فرو وتتلفع بلفاع من فرو على شكل حية, وقد جلست معتدلة باسطة للناظر قطعة فرو لليدين كبيرة غاب فيها ساعدها كله.
والتفتت عينا غريغور, بعد ذلك إلى النافذة, فإذا بالسماء المتلبدة بالغيوم – كان في ميسور المرء ان يسمع قطرات المطر تنهمر على حافة النافذة – توقع في نفسه كآبة بالغة, وقال في ذات نفسه: " لم لا أستسلم للرقاد قليلاً, وأنسى هذا الهراء كله؟" لكن الأمر لم يكن قابلاً للتنفيذي قط, إذ أن غريغور كان معتادا على أن ينام على جنبه الأيمن, ولم يكن في وسعه – وهو على تلك الحال – أن يستدير. ومهما كانت القوة التي يلقى بها نفسه على جنبه الأيمن, فإنه كان يتأرجح كل مرة عائداً للاستلقاء على ظهره. لقد حاول ذلك مئة مرة على الأقل, مغمضاً عينيه لكي لا يضطر إلى رؤية أرجله الملعبطة ولم يكف عن ذلك إلا عندما بدأ يستشعر في جنبه ألما واهنا كليلاً لم يعرفه من قبل في يوم من الأيام.
بيانات الكتاب :


أسم الكتاب : الانمساخ
أسم الكاتب : فرانز كافكا
الناشر : منشورات وطفى
عدد الصفحات :  138 صفحة
حجم الكتاب :  2 ميجا بايت







روابط تحميل كتاب الانمساخ




أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك








Comments