مقدمة الرواية :
ابن الاثير في وصف التتار 1220 -1221 م
لقد بقيت عدة سنوات معرضاً عن ذكر هذه الحادثة وذلك استعظاماً لها وكرهاً لذكرها. كنت أقدم رجلاً وأؤخر أخرى فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ومن ذا الذي يهون عليه ذكر ذلك فيا ليت أمي لم تلدني, ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً إلا أن جماعة من الاصدقاء حثتني على تسطيرها وأنا متوقف ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعاً فنقول: عمت الخلائق وخصت المسلمين فلو قال قائل: إن بني آدم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً حيث إن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها أو يدانيها.
ومن أعظم ما يذكرونه من الحوادث ما فعله بخت نصر ببني إسرائيل من القتل وتخريب بيت المقدس, فما الذي لحق بيت المقدس من الدمار مقارنة بما فعله هؤلاء الملعونون في البلاد التي دخلوها وكانت كل مدينة فيها أضعاف بيت المقدس؟ ومن يكون بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا حيث إن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل؟ ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج.
وأما الدجال فإنه يبقي على من أتبعه ويهلك من خالفه وهؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء والرجال والاطفال وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الاجنة فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها, وسارت في البلاد كالسحاب الذي استدبرته الريح فإن قوماً خرجوا من أطراف الصين, فقصدوا بلاد تركستان مثل كاشغر وبلاد ساغون ثم منها إلى بلاد ما وراء النهر مثل سمرقند وبخارى وغيرهما فملكوها وفعلوا بأهلها ما فعلوه ثم تعبر طائفة منهم إلى خراسان فيفرغون منها تخريباً وقتلاً ونهباً ثم يتجاوزونها إلى الري وهمذان وبلد الجبل وما فيه من البلاد إلى حد العراق ثم يقصدون بلاد أذربيجان وأرانية ويخربونها ويقتلون أكثر أهلها ولم ينج إلا الشريد النادر في أقل من سنة هذا ما لم يسمع مثله.
أسم الرواية : عصر المغول سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ
أسم الكاتب : جورج لاين
الناشر : مشروع كلمة
عدد الصفحات : 337 صفحة
حجم الكتاب : 14 ميجا بايت
ابن الاثير في وصف التتار 1220 -1221 م
لقد بقيت عدة سنوات معرضاً عن ذكر هذه الحادثة وذلك استعظاماً لها وكرهاً لذكرها. كنت أقدم رجلاً وأؤخر أخرى فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ومن ذا الذي يهون عليه ذكر ذلك فيا ليت أمي لم تلدني, ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً إلا أن جماعة من الاصدقاء حثتني على تسطيرها وأنا متوقف ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعاً فنقول: عمت الخلائق وخصت المسلمين فلو قال قائل: إن بني آدم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً حيث إن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها أو يدانيها.ومن أعظم ما يذكرونه من الحوادث ما فعله بخت نصر ببني إسرائيل من القتل وتخريب بيت المقدس, فما الذي لحق بيت المقدس من الدمار مقارنة بما فعله هؤلاء الملعونون في البلاد التي دخلوها وكانت كل مدينة فيها أضعاف بيت المقدس؟ ومن يكون بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا حيث إن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل؟ ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج.
وأما الدجال فإنه يبقي على من أتبعه ويهلك من خالفه وهؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء والرجال والاطفال وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الاجنة فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها, وسارت في البلاد كالسحاب الذي استدبرته الريح فإن قوماً خرجوا من أطراف الصين, فقصدوا بلاد تركستان مثل كاشغر وبلاد ساغون ثم منها إلى بلاد ما وراء النهر مثل سمرقند وبخارى وغيرهما فملكوها وفعلوا بأهلها ما فعلوه ثم تعبر طائفة منهم إلى خراسان فيفرغون منها تخريباً وقتلاً ونهباً ثم يتجاوزونها إلى الري وهمذان وبلد الجبل وما فيه من البلاد إلى حد العراق ثم يقصدون بلاد أذربيجان وأرانية ويخربونها ويقتلون أكثر أهلها ولم ينج إلا الشريد النادر في أقل من سنة هذا ما لم يسمع مثله.
بيانات الرواية :
أسم الرواية : عصر المغول سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ
أسم الكاتب : جورج لاين
الناشر : مشروع كلمة
عدد الصفحات : 337 صفحة
حجم الكتاب : 14 ميجا بايت
Comments
Post a Comment